المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٥

قصة في زمن المجاعة والمرض

قصة إبراهيم بن عبدان البكري الشهري من قرية الجهوة بقبيلة بني بكر ، زمان الجوع قبل 75عام في النماص  كما ذكرها الشيخ د. عبدالله بن بلقاسم في خطبة  الجمعة ..   يقول كنت طفلا صغيرا حين نشب خلاف بين أمي وأبي غادرت معه أمي بيتنا مصطحبة معها أخويّ الصغيرين ، وتركتني باعتباري أكبر منهما مع والدي ،  وتزوج أبي زوجة أخرى وأنجب منها طفلتين .. وفي نحو سنة 1357 أجدبت ديارنا ، وشحت أرضنا ، وانتشر الجوع والفاقة ، وضاقت الأرض بما رحبت على أهلها ، حتى أكلوا أوراق الشجر وجلود الحيوانات ، حتى كان الرجل يبيع أرضه التي كانت أغلى من روحه من أجل وجبة عشاء يمنح بها نفسه وأهله فرصة أخرى  قصيرة للحياة .. حينها شعر والدي بأنه يمثل عبئا على والده جدي وأنه لن يتمكن من الوفاء بحاجته وحاجة أطفاله، قرر الرحيل بنا ، وخرجنا حتى وصلنا إلى الشعف ( شعف النماص ) .. فالتفت إلي والدي وطلب مني الرجوع لأبقى مع جدي وجدتي ، فاستجبت له ورحل ثم التفت يقول لي قبل الوداع : لعلنا لا نلتقى بعد هذه اللقاء أبدا يابني ،  إنها رحلة إلى المجهول ، سفر بلا وجهة ولا هدف سوى البحث عن لقمة تسد رمق الطفلتين وأمهما .. وعدت مع جدي ، وازدات الأمور س

النفس تبكي على الدنيا

جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي  بن أبي طالب علية السلام.  وقال : يا إمام لقد اشتريت داراً وأرجو أن تكتب لي عقد شرائها بيدك فكتب  أما بعد :   فقد اشترى ميت من ميت داراً في بلد المذنبين وسكَّةِ الغافلين لها أربعة حدود ، الحدَّ الأول ينتهي إلى الموت والثاني ينتهي إلى القبر والثالث ينتهي إلى الحساب والرابع ينتهي إما إلى الجنة وإما إلى النار فبكى الرجل بكاءً مُراً  وقال :  يا امير المؤمنين  أُشهد الله أني قد تصدَّقت بداري على أبناء السبيل ، فقال له الإمام  علي علية السلام  هذه القصيدة العصماء : النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت         أنَّ السعادة فيها ترك ما فيــها  لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها         إلا التي كانَ قبـل الموتِ بانيـها  فإن بناها بخير طاب مسكنُه         وإن بناها بشر خـاب بانيها  أموالنا لذوي الميراث نجمعُها           ودورنا لخراب الدهـر نبنـيـها  أين الملوك التي كانت مسلطنةً     حتى سقاها بكأس الموت ساقيها  فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت       أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها  لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها     فالموت لا شـــك يُفنينا ويُفنيـها  لكل نفس وان كانت على وجلٍ 

المعلم

أفنيت في التدريس كل شبابي  وغرست دين الحق في طلابي سيقدر الطلاب  جهدي  بينهم  والفضل يعرفه ذوو الألبـــــاب سل دفتر التحضير بل وحقيبتي في الفصل سل سبورتي وكتابي سل مكتبي ووسائلي ودفاتري  تنبيك أني فارس الإعــــــــراب وسل  المجند  أنني  درّسته وسل الإمام الفذ في المحـراب وسل  الطبيب  إذا  مررت  بداره أضحى طبيب القلب والأعصاب وسل المهندس كيف أضحى فارسًا  رفع   المباني  فوق   كل   سحاب واهمس بإذن موجهي بلباقة كي لا يسخّر نقـده لعتابــي واذكر بأني في الورى أستاذه كم كان للتعليم يطرق بابــــــي كم كنت أعصر فكرتي كي يرتقي  واليوم  يرصد  عثرتي  وغيابي كم كنت جسرا للعبور أنا الذي أرشدت طلابي لكل صوابـــــي في فسحة الطلاب أُشرفُ واقفًا والاحتيـــــاط علاوة لنصابــــي كابدت  في التدريس  كل مشقة لكـــــن ربي لن يضيع ثوابــــي🌺 إهداء لكل معلم ومعلمة ❤