مراجعة لكتاب التفكير الذي لا يقهر للكاتب الياباني ريوهو اوكاوا

 تحدث الكاتب عن وجود خيار (بديل) ثالث في الحياة، فعند التحدث عن الثنائية في الكتب الدينية قال:

\"فلاحظت ان معظمها يميل الى التركيز على ثنائیة الخیر والشّر، والقلب الطّیب والقلب الخبیث، والأفكار الخّیرة والأفكار الشّریرة، والأعمال الصالحة والأعمال الشّریرة، وما إلى هنالك. تشترك جمیع الأدیان في المیل إلى هذه الثنائیة، وعندما تتحّدث عن البشر تقسمهم إلى أخیار وأشرار، وتنبئهم أنهم سیذهبون إلى الجّنة أو النار عندما یموتون.\"

ضرب مثالا على كائنات فضائية 👽 ليوضح فكرته لكني اعتقد مثاله غير موفق لاني لم اجد رابط بين هذا المثال وبين موضوع الثنائية-يي قال ان الفضائيون نزلو الى الأرض في يوم ممطر فوجدو ان الوضع غير مناسب لاقامتهم فرجعوا، وعندي ملاحظتين على هذا المثال: أولهما: الغريب ان هذا المثال لم يتطرق إلى ثنائية يختارون بينهما، ثانيهما: انه اسقط ثقافته ومفاهيمه الخاصة عليهم في عدم الارتياح للأمطار وما أدراه بانطباعاتهم عن الأمطار؟ يمكن أنهم سيفرحون بها مثلنا نحن الخليجيون وسكان المناطق الجافة الذين يستبشرون ويفرحون بالامطار.

ولكي يقرب مفهومه للقراء ضرب مثل آخر وهو وجود اختياران أمام الرجل هما انه يذهب إلى المحاضرة ويزعل زوجته، او انه يرضي زوجته ويجلس معها في المنزل، وقد اقترح ان يأخذ زوجته معه الى المحاضرة كخيار بديل. لكني اعتقد ان هذا المثال لا يناسب موضوع الثنائية حيث انهما موضوعين مختلفين، واذا اردنا ان نطبقه على موضوع الثنائية يمكن ان نقول الموضوع الأول هو انه يذهب إلى المحاضرة أو لا يذهب، والموضوع الثاني هو أن يجلس مع زوجته في المنزل ويرضيها او انه لا يجلس في المنزل ويزعلها.

ويمكن توضيح علاقة ذلك بموضوع الثنائية التي تحدث عنها فإذا اخذنا مثلًا ثنائية الخير والشر وطبقناها هنا، سنقول مثال السرقة (شر)، فنقول ان الرجل امامه خياران اما الذي يسرق او انه لا يسرق، وفي المقابل زوجته تحتاج أن تكون معه في المنزل ولذلك عنده خيارين اما ان يجلس معها في المنزل او لا يجلس معها، فهل من المفترض ان يكون البديل هو أن يأخذها تسرق معه؟!

وأيضا عند الحديث عن ثنائية الخير والشر؛ وان السرقة شر فهل نقول ان عدم السرقة خير؟ نعم يمكن ان يكون عدم السرقة خير، لكن عدم القيام بشيء لا يعتبر شيئًا اصلا، مثل الجالس في المنزل فإنه لا يقوم بأي شيء، فهذا يمكن ان يكون جلوسه شرًا او خيرًا، ولكن اذا اعتبرنا أن السرقة شرًا فيمكن في المقابل ان يكون العطاء والتبرع خيرًا.

حسب رأيي انه لا يمكن ان ندرج الأمور الحياتية وخياراتها المتنوعة ونقارنها بالثنائيات الدينية التي ذكرها الكاتب.